خير الأنام وسيد العبّاد 

حمداََ لغفار الذنوب الهادي
من كان يطعمنا بطي سواد

في أعمق الظلمات وهي ثلاثة
  نعم تتالى دونما إجهاد

ونصير أطفالا على الفطر التي
  تهدي إلى توحيده ورشاد

ويظل يهدينا فيبعث أحمدا
من قام للمولى بخير جهاد

وأنار وجه الأرض بعد ظلامها
بجهالة الكفار والإلحاد

بعد استفال الناس عند حجارة
  والظلم فيهم غائر الأوتاد

موءودة تحت التراب وذنبها
لا ذنب بعد عبادة الأنداد

فأقام فيهم بالبيان مجاهدا
يتلو الكتاب يجاب بالآحاد

فيعذبون على الحجارة حارق
منها التلامس دونما إرواد

والقلب يشفق والأكف ضراعة
فهو الرؤوف بحاضر والباد

أو لم يجد رب العباد برحمة
للعالمين سراجهم والهادي

ما ضره أن أخرجوه ومكة
في قلبه أنعم بخير بلاد

ويسير مع صديقه فيؤمهم
جمع من الكفار بالأحقاد

فيقول قول المطمئن بربه
ما ظنك ابن قحافة بعباد

إثنان لكن الإله مؤيد
بجنوده يا قوة الأجناد

حتى تناهى للمسامع أنه
قرب اللقاء بطيبة الآساد

فتسارع الأنصار نحو لقاءه
يفدونه بالروح والأكباد

فتلألأت تلك الوجوه وأنورت
تلك المدينة من قدوم الهادي

قوم ظماء للقاء وشوقهم
قد ساقهم من سائر الأبعاد

يا ويحهم فازوا بخير كرامة
ما فوق ذاك يرام من إسعاد

عجبا له بعد المسير وبعده 
يبني قباء رغم ذا الإجهاد

ويؤلف الأصحاب كل قبيلة
تصفو نفوسهم بغير عناد

ويحبه كل الصحابة أجمع
فهو الكريم وسيد الأجواد

وهو الصبور على أذية من جفا
خير الأنام وسيد العباد

وهو المقدم في الحروب وقائد
للسائرين لربهم بجهاد

أحدٌ يخبرنا عن اليوم الذي
سكب الدماء بساحة الأمجاد

ويحاً لنا كيف ابتغينا مجدنا
في راحة للبال والأجساد

ما للمحبة ترجمت في صورة
لم تحتويها سيرة الأجداد

لما تجذر حبه في خافقي
ونظرت في سنن الكريم الهادي

وأخذت أنظر للصحابة بعده
والتابعين وسائر الأسياد

ظهرت حقيقة حبهم للمصطفى
لم تنجلي في محدث الأعياد

لم يحصروه بساعة في مولد
بل خالطوه دمائهم بجهاد

هم صيروه حياتهم حتى إذا
جاء الممات بساحة الآساد

كانوا على سنن النبي ختامهم
هذي سبيل فلاحهم ورشاد

واها لآل محمد في حبهم
هام الفؤاد بمعشر الأحفاد

واها لهم ما دام أحمد جدهم
لن أنثني عن حبهم بفؤادي

كل الفضائل بالأنام تفرعت
من نهر سنة سيد الأجواد

فالمدح في آل النبي وصحبه
مدح له خذها بغير عداد

رمت امتداح نبينا فتكسرت
أقلام شعري عن ذرى الأمجاد

رباه أكرمنا بصحبة أحمد
في جنة الفردوس ذاك مراد

صلى عليه الله فهو حبيبنا
وهو الشفيع لنا بيوم معاد