تأملت حال بعض الشباب والفتيات كيف أرخصوا أنفسهم في أوحال المعاصي نازلين عن علو الطاعات، مغترين بما يهب من موجات الفتن، دون تفكر في عاقبة النكوص وأجر الثبات، فقلت:

كانت بأعلى منزل في الأول
فغدت تريد منازل المتحول

رمقت بعين دلالها لرخيصة
فبغت مسار النازل المتأوّل

ثم الظلام بقلبها لف الهدى
وبدا المسير إلى المكان الأسفل

مع كل زخرفة لها ميل إلى
أن تنحني للمسلَك المتقبّل

ضُغطت بأهواء الصبايا ضغطة
فتقلصت نحو الردى المتغول

وكأنما الأعماق غارت كلها
وتكسرت أسوارها بالمعول

يا عالما بالعبد يكشف ضره
ويعيد إيمان الفتى من أول

فيشع إيمانا وينبض نصرة
ويعود إذ يروى بماء المنهل

من فطرة يسقيه بالغيث الذي
يروي جذور الراسخ المتأصل

مهما تباعد في سبيل غواية
فالحق أقوى من جميع الباطل

والكيد من إبليسهم لا ينتهي
إلا وعاد الحق ليس بمبدل

أوَ فتية الإسلام أوْ فتياته
هل من وقوف عنده وتأمل

هل يَترك العلياءَ في كبد السما
نجمٌ وينزل في الحضيض الأسفل

أوْ تستقر الروح دون رواحها
نحو ارتقاء للصراط الأكمل

فثقوا بوعد الله والتحفوا التقى
ولتصبروا لصباح نصر مقبل