مع رمضان والعيد
جماليات رمضانية
رمضان من ساحات الجمال الفسيحة، ومن أجمل ما فيه:
أنّه شهر الرحمة
وللرحمة فيه مظاهره كثيرة..
مِنها أن الله سبحانه وتعالى يفتح في هذا الشهر أبواب الجنَّات وتُصفَّدُ فيه الشياطين، ولهذا الفتح والتصفيد آثار يشهدها كثير من الناس، فهناك– إن صحَّ التعبير – جوّ إيماني تتيسَّر فيه العبادة وزيادة الاجتهاد فيها، واستشعار معانيها والتأثُّر بها.
وهذا النشاط الإيماني الرمضاني جميل لما يتضمّنه من استشعار حلاوة الإيمان، فالإنسان إذا زاد إيمانه بالله سبحانه وتعالى جزاه الله عز وجل بحلاوة يجدها في نفسه، وهذا من أجمل ما يجد الإنسان في هذه الحياة الدنيا.
وهو كذلك جميل إذا نظرنا إلى ما يُؤدّي إليه من زكاء النفوس، فتكون أكثر إقبالاً على الخير، وقد جاء في حديث ابن عباس رضي الله عنه: ((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ)).
فإذًا ينبعث في النفس السخاء والجُود بسبب الرحمة التي يفتحها الله سبحانه وتعالى لعباده، بسبب تصفيد الشياطين، بسبب الصلة بالقرآن، فيتولّد من الصلة بالقرآن زكاء النفس، فالنفوس تكتسب جمالاً من الصلة بالله سبحانه وتعالى والصلة بكلامه، فتجد كثيرًا من الناس بناءً على ذلك لديهم شوق عظيم لهذا الشهر، لأنهم شهدوا وجدانيًّا بأنفسهم وجرَّبوا هذه الزكاء الذي يحصل في النفوس، وتلك المشاعر الجميلة بهذا الجوِّ الذي ينتج عن تلك الرحمة الإلهية العظيمة.
من مسودة كتاب #جماليات_منسية
لا تشغل نفسك هل شعرت بلذة الصلاة أو لم تشعر، بكيت أو لم تبك، بل اشغل نفسك بمراقبة الله سبحانه وأنك في مقامك تقوم له بالعبودية وتتقرب له وتعظمه وتحبه وتحمده بكماله وإنعامه، وتشعر بعظمة كلامه وجماله، وهذه الأحوال إن قامت بك سيتبعها كل شيء، فالله تعالى مقصودك ومرادك، فلا تنشغل بالتوابع عنه، فالتابع تبع لا يحتاج إلى أن يتكلف
ثم اعلم أنك إذا جردت القصد له تعبدا فيلزم أن تصبر لما يختاره، فقد تحب الخشوع بلا كلفة فيختار لك عبودية المجاهدة ويبتليك بالشواغل وفقد اللذة ونحوها، حتى تجرد قصدك له وتصطبر لعبادته، ثم سيفيض عليك بلطفه ورحمته ولو بعد حين، فضلا عما أخر لعباده في الآخرة وهو خير وأبقى، فاشتغل بما عليك، لا بما لك فهو عنده سبحانه وكفى به وليا
وسائل الاستعداد لرمضان كثيرة، من الناس من يوفق إليها، ومنهم من يدهمه الشهر وهو على حاله بلا جديد، وفي هذا أقول :
رمضان موسم لك أنت أيضا، ورب غير مستعد ندم ونشط فكان أحسن حالا ممن استعد! والتوفيق بيد الله
الشهر شهر خير وبركة وأبواب للرحمة تفتح، ونفوس تصلح، ودعوات تصعد، فلنشمر ولنستثمر، ولندخل من باب الرجاء مع السعي في إصلاح النفس لتكون محلا صالحا للغرس، فموسم الثمار قادم
وفقنا الله جميعا لما يحب، وبلغنا الشهر ونحن بخير حال ترضيه عنا
أهل البلاء والأعذار
يا من حيل بينكم وبين ما تشتهون من الصيام أو القيام أو العمرة أو غيرها
اعلموا أنكم تبلغون بنواياكم ما يبلغه غيركم بجهده.. وهذه واحدة
والثانية أن الله ﷻ تعالى الجبار عند قلوبكم المنكسرة، يرى رغبتكم ويجبر كسركم، وليتأمل المبتلى كيف لم يكتف الوحي برفع الحرج عن أهل الأعذار، حتى أشركهم في الفضل في مقام تفضيل العامل {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون..} الآية، وهذا غاية في المراعاة النفسية
والثالثة أن عبادة صبركم جزائها بغير حساب، وغيركم يحسب له، وأكرم بأجر الله للجميع فهو الكريم سبحانه، لكن أنتم يصب عليكم الأجر صبا
والرابعة، أنكم تحقّقون العبودية بأنواعها على المحاب والمكاره، فإذا نادى مناد العبادة التي ترغبون فيها وصادف ذلك القدرة نهضتم لها، وإذا صادف العذر عبدتم الله ﷻ بالتسليم والصبر والرضا، فلسان حالكم أنا عبادك يا الله ﷻ، والعبد لا يشترط ولا ينتقي ، بل يخضع ويسلم
وكفى بمنزلة العبودية شرفا، وقد وصف الله ﷻ بها نبيه ﷺ في مقام الإسراء {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى} الآية
من محاسن الإسلام أن العبرة بالخواتيم، والخاتمة الحسنة تقضي على ما قبلها، وهذا يحفز النفس في ميدان العمل الصالح والتوبة والإنابة، ويبعد القنوط والغرق في دوامات الماضي
ونحن في تناقص الشهر الكريم نتذكر هذه الحقيقة، لا سيما أن آخره أفضل من أوله
فنسأل الله أن يهدي نفوسنا ويعيننا على ما يرضيه من النية والقول والعمل
وصلى الله على نبينا محمد
أترى ذلك الحزن على رحيل رمضان والشوق لعودته؟
إنه على الحقيقة شوق لما فيه من نعيم الروح حين سمت وبهجة النفس حين تهذبت وتحليق القلوب حين تطهرت وزكت وارتقت
فإذاً حي على هذه المقامات في سائر الإوقات، فالنهار للصوم متاح في غير رمضان ، والليل يغشى تلك الأرواح على الدوام لتقر الأعين بمحبة الرحمن ولذة مناجاته
نعم رمضان موسم ولا زال فيه بقية فلتحسن توديعه، ولكن لا تودع ذلك الزكاء والارتقاء.. بل اعقد عزمك على وصل الطاعات بالطاعات بكل الأوقات
شهر رمضان له طبيعته الخاصة، وهو نقطة انطلاق وتجديد للحياة، ويوم العيد له طبيعته الخاصة جدا، ثم يعود الإنسان لما بعد رمضان، وتأتي بعض الأسئلة المهمة للتفكر :
ما تأثير رمضان الممتد في بقية حياتنا؟
كيف نستثمر ما غرسنا في موسم السباق لكي لا يكون حدثا استثنائيا نعود بعده كما كنا بلا فرق؟
هل نحن بعد رمضان خير مما كنا قبله؟ ما مظاهر تلك الخيرية وكيف تستدام؟
ماذا سيكون في برنامجي بعد العيد وبقية السنة من تحسين في العمل الصالح وطريقة الحياة بحيث تكون أقرب لمراد الله تعالى؟
أعتقد أنها لحظات تفكر مهمة، لكي لا يمر الموسم دون أثر عميق في النفس..
ولعل هذا اليوم التالي للعيد مهم في تلمس الأثر وتحقيقه في يومياتنا، فهنيئا لمن بدأ صناعة الفرق في أذكاره، وتلاوته ومراجعته للقرآن، وفي سائر أعمال الخير الخاصة والعامة
نسأل الله أن يوفقنا لكل خير ويجعل كل أيامنا في رضاه
وصلى الله على نبينا محمد وآله
هذا العصر آخر لحظات رمضان ولا زالت فضائله باقية ما بقي.. هي آخر لحظات الموسم وفيها فرصة للقلوب المنكسرة التي تشعر بالتقصير وكلنا كذلك.. يشرع ككل يوم الإتيان بالأذكار بقلب يستشعر معانيها..
في هذه الليلة أهل فطنة يرون كثيرا من الناس يخرجون من أجواء رمضان إلى جو العيد، يرون الغفلة تبدأ في التسلل، ولكنهم يتشبثون بقوة بثواني هذه الليلة..
يعلمون أن لحظاتها ثمينة فاضلة، وأنها موسم عتق، وأنها من ليالي العشر المفضلة، ويقولون بلسان حالهم لا زلنا نطمع يارب ونرجو أن نكون ممن غفر لهم وقبلوا..
اللهم نسألك حسن العمل وحسن الختام وحسن القبول منك يا كريم
ولكنه ضحك كالبكاء!
حالياً بالواتساب
من كثر مسجات التهنئة .. لو أرسل مالت عليكميردون علينا وعليكم
التعليق:صار كل شئ مبرمج، حتى عقولنا وطريقة تعاطينا مع دخول رمضان.. لذلك حقيقة صرت أشعر بالامتعاض من سيل الرسائل الذي يصلني، ولا يتجاوز ردي عليها نطاق المجاملة!
دعونا يا جماعة نعيش رمضان بجوهره ومعانيه ومضامينه، واتركوا الإغراق في المجاملات الظاهرية، وخاصة ذلك الإسراف في المظاهر الجوفاء الذي أتاحته التقنية!
نعم يكتب بعض الغاليين رسائل بشرية شخصية حقيقية ، فهذه تشعر أنها صادرة من إنسان وتخاطبك كإنسان، وليست مثل ما يصدر آليا ويستقبل آليا ويرد عليه آليا!!! سيول إلكترونية جوفاء نتيجتها كدّ الأصابع وإرهاق العين وتضييع الوقت
أعظم الفرح في العيد هو الفرح بنعمة الهداية لهذا الدين
هذه الفرحة لن تفقدها بحجر ولا عزل ولا غربة ولا غير ذلك.. ما دمت تنطق بلا إله إلا الله فافرح بفضل الله
{ولتكبروا الله على ما هداكم}
{قل بفضل الله ورحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون}
إذا أديت الفرائض، فأحضر قلبك تلك الجلالة التي كنت تشعر بها في قيام الليل، فإن الفرائض أعظم شأنا وأحب إلى الله في التقرب
ابدأ بذلك من الآن لكي تستديم حالات قلبك الرمضانية وتكون عادات قلبية لا أحوال سنوية
جاء في الحديث عن أيام منى : (أيام أكل وشرب وذكر الله)
قال ابن رجب في لطائف المعارف: ” في قول النبي صلى الله عليه وسلم: “إنها أيام أكل وشرب وذكر الله عز وجل” إشارة إلى أن الأكل في أيام الأعياد والشرب إنما يستعان به على ذكر الله تعالى وطاعته وذلك من تمام شكر النعمة أن يستعان بها على الطاعات وقد أمر الله تعالى في كتابه بالأكل من الطيبات والشكر له “
ومن اللطيف ملاحظة أن للسان وظيفة في تحريك الطعام وترتيبه بين الأسنان، وهو يفعل ذلك بصورة عجيبة قد لا ننتبه لها لتلقائيتها، ولو كان يتطلب منا تفكيرا عميقا لشق علينا ذلك
ولما كانت هذه الوظيفة من أجل النعم، كان من المناسب أن تقترن بالشكر باللسان بالذكر بأنواعه، فالمناسبة بين هذا وهذا ظاهرة حسنة
والحمد لله على نعمه وإحسانه
أحدث التعليقات