زفرات
عدل الطبري لما شعر بضعف الهمم عن إملاء كل ما لديه في التفسير واختصره فجاء تفسيره الضخم الشهير!
أما في زماننا فصار الواحد يتردد في إخراج مقطع صوتي يزيد عن خمس دقائق لأنه لو أطال سيكلم نفسه! أو يؤلف كتابا ثم لا يجد من يطبعه لكبر حجمه فيضطر أن يختصره أو يضعه جانبا ويتحسر عليه!!
والله المستعان
كثير من الثغرات التي يصيح عليها المهتمون ويلومون عليها الباحثين ونحوهم هي ثغرات وهمية، أي ثغرات في ذهن ذلك الصائح، لأن ثمة نتاج علمي يغطيها وربما بإتقان شديد، لكن كثير من الناس يستمتع بالصياح على الثغرات ثم لا يسمع له صوت في استثمار الجهود التي بذلت أو تبذل
الأزمة كثيرا ما تكون أزمة استثمار لا أزمة إيجاد
يجري على إخواننا المسلمين هنا وهناك ابتلاءات عظيمة ، والحقيقة أننا نبتلى بهم ، فليس المهتم الداعي كالغافل اللاهي ، ونسأل الله ﷻ أن يغفر لنا تقصيرنا
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
في حياتنا الطبيعية قبل عصر وسائل التواصل كنا نعيش في بيئتنا المحلية الصغيرة..
نتلقى قدرا محدودا من التحديثات حول المتغيرات..
الآن صرنا في مواكبة مستمرة وتحديث شبه دائم، ونكاد نتقمص حالة المزامنة كأننا أجهزة تتصل رقميا بكم كبير من المتغيرات..
أشعر أن ثمة حالة ذهنية غريبة اكتسحتنا واحتلت نمط حياتنا، ربما تسمى متلازمة المزامنة على غرار المزامنة الرقمية!
وأحيانا أتخيل ماذا لو نجحت في تعطيل هذه المزامنة، كيف سأشعر؟ أشعر بحالة أخرى من الصفاء والتأمل وربما التوفيق لحياة قلبية واتصال علوي بعيدا عن الاتصال الرقمي الأفقي..
ربما حان زمن تعطيل تلك المزامنة، هجر لبعض المجموعات غير الضرورية، حتى تلك التي يغلب عليها المزاح والأحاديث الودية، فهي في النهاية أحد صورة المزامنة.. المرحة!
سأحاول.. وأتمنى أن أنجح..
وجهة نظر :
يجب أن تتكلم تلك الأسر التي تعاني أشد المعاناة بصمت.. من تمرد السفهاء من الجيل الذين يقعون ضحية للتضليل الفكري الممنهج المستمر، ويتعاملون مع ثوابت الدين كأنها لعبة تمشي على أهوائهم وتقلبات مراهقاتهم
نسيج المجتمع يتفكك بصمت والأسر تعاني مع شعور الجيل بأن تمرده مدعوم والأسر مجردة من وسائل الضبط..
هذه المشكلة الاجتماعية التي تتفاقم يجب أن تخرج عن وضع الصمت حتى تتكاتف الأسر في فرض احترام ثوابت المجتمع، لكي تقف هذه الفوضى عند حد.. خاصة أن الحوارات تظهر أن المسألة عند بعضهم رغبة لا قناعة، ومهما نوقش وأفحم فإنه سيسفسط ويصر على ما يهواه، وهو في مرحلة سفه
والله المستعان
جزء كبير من عدم انتفاع الجيل الحائر وضحايا موجة الشك المعاصرة بالجهود التي تبذل في صدها وكشف أباطيلها وتعزيز اليقن.. جزء كبير منه هو بسبب مشاهير من يتصدون لهذه الموجة!!
لماذا؟ لأن هناك كثير من المهتمين بهذا المجال ولديهم جهود كبيرة بذلوها وأخرى يمكن أن يبذلوها، ولكنهم يتكلمون ويسمعون صدى أنفسهم في تجاهل تام لهم، ويتفرج عليهم المختصون ممن لديهم جمهور مهتم من نفس الشريحة المستهدفة المحتاجة المتعطشة، ثم لا يحاولون مساعدتهم ولو بإعادة تغريد أو نشر رابط لمقال أو مقطع قد يكون استهلك جهدا ووقتا عاليا جدا حتى يخرج للنور، فإذا هو كالوليد الذي يهمل فيموت في مهده!
-الشيخ فلان لماذا لا يعمل كذا وكذا مما تمس له حاجة الناس ويسد ثغرة؟
– هو مشغول جدا
_حوار قصير متكرر _
التعليق : الشيخ فلان مشغول بشي يفعله غيره الكثير، ما زال الشيخ يحلم بأن ينجز كذا وكذا في حياته العلمية، ويكون مثل شيخه فلان أو المؤلف المحقق فلان.. وهذا عظيم
لكن أعطونا من مثل الشيخ فلان هذا ١٠٪ يقدمون سد بعض الثغرات المصيرية للأمة على المنجزات التقليدية – على أهميتها -، وليكن إنجازهم من باب صناعة الفارق بدلا من التكرار (وكلاهما ضروري بالمناسبة)
المهم الشيخ فلان يبدو أنه لا زال مشغولا، ويخشى عليه في حقيقة الأمر أنه مخذول لتركه ما تعين عليه لأجل ما كفيه.. ولانه نسي أن يقيس الوسائل بمقياس المقاصد، وأن العلم يراد للعمل، وبركته تورث به
وإلى الله المشتكى..
#زفرة_منهجية!
عندما يقول الإنسان أو يفعل أمورا لا يقتنع بها ولا يمكن أن تحمل على أنه مقتنع به، وإنما يفعلها طمعا في دنيا أو خوفا عليها، فهذا حقيقة لا يمكن أن يكون محترما لنفسه، لأنه جعلها رخيصة مبتذلة بائخة المنظر، وأي مروءة تبقى لمثل هؤلاء وكيف يطيقون النظر إلى أنفسهم!
بل كثير من هؤلاء في الحقيقة لا يستفيدون شيئا مما يفعلون، وإنما يسجلون على أنفسهم مواقف بلهاء، سيندمون عليها عاجلا أو آجلا، ولكنهم حبيسو اللحظة منهمكو سراب اللذة الدنية
اللهم عافنا برحمتك وارفع نفوسنا عن الدنايا
حاورت متشككا البارحة وكان يطرح إشكالات فرعية فقلت:ارجع للأدلة والأصول ثم الإشكالات الفرعية، فقال: لاأريد دينا فيه كذا..لاأريد دينا يعارض كذا..آلخ فقلت له: لاحظ أنك تقول: لاأريد لاأريد! أنت تحاكم القضايا لرغباتك!! هل هذا منهج علمي؟
وهكذا كثير منهم يحتاج لإيقاظ، فمشكلته رغبة لا علم أو عقل
إذا استعملك الله على ثغر فإياك أن تتعامل معه كمكتسب شخصي وملكية خاصة وتنظر لمن يحتاجك بفوقية وتفضل.. تأمل فقط في قبح هذا الحال الذي تكافئ به اختصاص الله لك من بين خلقه، وأن ذلك ابتلاء لا استحقاق دائم
عافانا الله من الخذلان
امتنعت المرأتان عن السقي حتى يصدر الرعاء حتى لا يخالطن الرجال، وهنا ملحظ ينبغي الانتباه له، وهو أنهما في موضع حاجة، فقد أرادا السقي لا التنزه أو شرب القهوة، ومع ذلك امتنعتا حتى رآهما ذلك الشهم نبي الله موسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام
فواها لواقع اليوم والله المستعان
ظهور مقطع مجزرة حصلت من سنوات في التضامن بالشام يذكرنا بآلام قديمة حديثة لا تزال تتجدد، ومظالم عظيمة لا تزال تنغرس ببشاعتها في جسد الأمة
والمؤمن يتألم لألم المؤمن، وتلك علامة حياة فيه، والألم يبعث على البذل، ومن أعظم صوره توجه القلب لله مستغيثا داعيا للمظلوم..
فالله الله في سهام الليل لعل الله أن يشفي صدور المظلومين ويصلح أحوال المسلمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
قصة المغدور الذي حرقه أصحابه داخل سيارة، تقطع القلب، وتثير العجب من حال بعض البشر كيف يصل به الطغيان إلى هذا المستوى من الإجرام
مثل هذه القصص فيها عبرة كشف طغيان النفوس البشرية، وأنها تصل لمستويات لا يمكن أن يفهمها الإنسان لأنه لم يلمس داخليا شعور هذه النفوس وهي تطغى، ولكن رب النفوس يخبرنا خبرا صادقا عن دواخلها
هذه البشاعة قصة قديمة في البشر، تظهر في قصص القتل والتعذيب للأبرياء، وتظهر أيضا وبصورة أبلغ لا يشعر بها كثير من الناس، وهي صورة الكفر بالله تعالى، حين يأبى المخلوق الضعيف الذي لم يوجد ولم يتحرك حركة إلا بنعمة خالقه، فيتمرد عليه فيجحده أو يأبى طاعته أو يسويه بخلقه..
يستغرب بعض الناس من الكافر كيف يعاند وهو يرى الآيات، أو يعرض عن ربه ولا يبالي بحق خالقه، هل يعقل أن هذا ليس عن جهل بريء؟! ويحاول أن يفهم النفوس من تجربته الداخلية القاصرة، ويتجاوز صاحب هذا التساؤلات وصف القرآن لإجرام تلك النفوس، وهو وصف يتجاوز القدرة البشرية ويخترق أعماق تلك النفوس، ويخبر بتكذيبها وعنادها..
كأن النفس البشرية أصبحت عند بعض الناس منزهة من كثرة ما يضخ من الطرح الإنسانوي الذي يقدس الإنسان ويجعله مركز الوجود وصاحب الحقوق الأكبر فيه! فتأتي هذه الحادثات كالصفعات
وبالعودة لما حصل، فإن فيه الكثير من العبر، ومن أهمها أن خوف الله هو الأمان من وقوع مثل هذا الإجرام، فهو لا يحصل إلا بسلسلة من الذنوب والغفلة والطغيان المتراكم، ويقل جدا بضد ذلك، وهذا القليل جدا تردعه عقوبات الشرع
ومنها الحذر من أصدقاء السوء، فالبعد عنهم ولو في وحدة غنيمة
ومنها خطورة المخدرات، فكثير من الشنائع تقع تحت تأثيرها، وإن كان من الصعب الجزم بوجودها في خلفية هذا الحادث البشع
نسأل الله أن يلهمنا رشدنا ويعافينا وأبناءنا والمسلمين جميعا من السوء وأهله
أحدث التعليقات