مبددة الأوهام 

 

إليك ومن أفضالك القلب مجمع
على وجهة لا في الفيافي ممزع

وحين يرى الإنسان تاه مشتتا
يقول إلهي أنت وحدك مرجع

بكيت ومابي من مصاب ولا أذى
ولا بي من فقد إذا العين تدمع

ولكنني فرح أنام على هدى
وفي كنف الرحمن أغدو وأرجع

إذا يمموا نقصا ولاذوا بسكرة
ليستلهموا الأفراح والوهم قابع

تيممت للأعلى الذي ليس بعده
مرام ولا خوف به النفس تفجع

هو الأحد الرزاق والحي جاره
بأمن من الأهوال والناس تفزع

عزيز كريم كل خير مؤمل
فمنه هو المعطي إذا الخلق تمنع

ترائى لعيني في الزمان بَوَاقع
يراها ضئيل العقل خيرا ويسرع

وماهي إلا حتفه وشتاته
غدا ستجلّى والغبار سيقشع

وكل مرام دون وصل من الهدى
فمرجعه وهم وحبلٌ مقطع

فطيشوا كما شئتم فإن مصيرنا
قبور وحشر والصراط مروع

صحائف تعطى من يمين أو الورا
شمال ولا شيء هناك مضيع

وميزان عدل قد يسر له الفتى
وقد تخشع الأبصار والرأس مقنع

هنالك أهوال ومنجى لمن أتى
بقلب خلا من شرك من ليس ينفع

فكيف تهيم اليوم من حب ناقص
وترجو فقيرا ليس يعطي ويمنع

وكل بني الدنيا كذلك إنها
غرور وما في الخلق بالحق مطمع

أفق إنك الماضي ودونك حفرة
تقيم بها لا شمسَ ثمةَ تطلع

أخي إنها الأعمال والقلب مخلص
وإلا فلا منجى وإياك تخدع