أنتم تكرهون الحياة

‏من الشعارات التي ترفع في وجه من يستنكر الشهوات المحرمة، شعار كراهية الحياة! فيقولون : أنتم تكرهون الحياة..

وكأن الحياة بعمق معانيها وتعدد أبعادها وخطورة غايتها ومآلاتها اختزلت في الشهوات المحرمة!

والقضية أصلا ليست حبا وكرها بقدر ماهي إدراك لقصر الحياة وطبيعتها كمعبر للدار الآخرة التي هي الحياة الحقيقية !

‏ يريدون أن يعيشوا الحياة ملذات بلا قيود وكأنها هي الغاية، ولا بعث بعد الموت ولا حساب ولا جنة ولا نار..لذلك يكرهون من ينبههم من أوهامهم للحقيقة

‏أوهامهم تلك أوهام لأنهم لايعيشون طيب الحياة تحت ظلال شرعه وفي برد هداه، ويظنون أن الحياة طابت بالشهوات المحرمة التي ينغمسون فيها، بل تخبث!

ثم أليست الحياة هذه تسمى الدنيا؟ ألا تؤمنون بأن الحياة الآخرة هي الحياة الدائمة الحقيقية، كما قال تعالى : {وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون} [العنكبوت : 64]، وأن الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة..

فإن أصريتم على رؤية مغايرة للوجود تختزل كل شيء في هذه الحياة وتجعل غايتها التلذذ بالشهوات، فالقضية صارت أعمق وأشد خطرا لأنها تعدت الشهوة للرؤية الوجودية المضادة لما جاء به الدين الحق، وصارت طريقة أخرى.. هي طريقة الذين رضوا بالحياة الدنيا واطمئنوا بها

قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ (7) أُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (8)} [يونس : 7-8]

#دحض_الأباطيل

https://t.me/ttangawi/655