ملامسة الآيات القرآنية للحالات النفسية من جماليات القرآن

ملامسة الآيات القرآنية للحالات النفسية من جماليات القرآن ودلالات كونه من عند خالق هذه النفس

ومن صور هذه الملامسة أن تجد القرأن يصف حالتك الشعورية أو يصورها في قصة من قصصه ويرشدك لما يجبرها

تأمل ذلك في سورة يوسف كيف تلقى يعقوب عليه السلام جفاء الناس وتوجه بالشكوى إلى الله تعالى {إنما أشكو بثي وحزني إلى الله}، فهنا يجد المحزون السلوى عندما يشعر بأن الناس جفوه أو لم يقدروا حزنه ويتفهموا ألمه

وتأمل في سورة غافر كيف تلقى المؤمن صدود قومه عن نصحه بتفويض الأمر لله {فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله}، فهنا يسكن صدر المصلح إذا هجم عليه هم هداية قومه مع صدودهم عنه رغم اجتهاده

وتأمل خطاب الله تعالى لنبيه واصفا حاله النفسي ومرشدا إلى دواء ذلك {ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون*فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين*واعبد ربك حتى يأتيك اليقين}

ففي هذه الآيات وغيرها يجد الحزين أو المتعب في نفسه راحة لا يجدها في غير القرآن، وربما توجه يمنة ويسرة فأحبط من عدم تفهم البشر وعدم تقديرهم لمشاعره، حتى إذا قرأ القرآن وجد أوصافا لحالات شعورية تلامس ما في نفسه أيما ملامسة، وكأنه باب طابقه مفتاح واحد لا يفتح غيره، فيرتاح لذلك، ويتعلم أن يشكو لله ويفوض له ويسبح بحمده ويسجد ويقترب منه، فيكتفي به سبحانه، وكفى بالله وكيلا