تقبل النقص في المنتسبين للعلم
حين يطلب الإنسان العلم ويترقى في سلوكه، فإنه لا ينتقل من حالة البشرية إلى حالة ملائكية، بل لا يزال يعاني ما يعانيه كل بشر من نزوع إلى شهوات، بل قد يفتن ببعض الشهوات تكون في نفسه أخفى وأقوى كشهوة الرياسة..
فلا يزال الصراع مع الشيطان، فمنهم من يفتن والعياذ بالله فينسلخ، ومنهم من يثبت وينتصر حتى تصير معركته إلى بعض النوافل والتفضيلات، فغاية طمع عدوه أن ينال ذلك منه مع أنه لا يوقعه في ترك واجب أو فعل محرم ، ومنهم بين وبين، والحرب سجال..
وتصور هذا الحال مهم، ولذلك قالوا في المستفتي أنه يستفتي من يثق بعلمه ودينه، لا بعلمه فحسب..
واليوم يعيش بعض الناس حالة صدمة مبالغ فيها حين يرون بمنتسب للعلم زلة يسيرة، أو يرون أمارات للهوى في الانتصار لقول وما قد يظهر من شبهة تعصب، وقد يكون الخلل في الفهم فيرى ما ليس هوى هوى وما ليس تعصبا تعصبا، أو يكون الأمر كذلك، وهذا وإن كان لا يليق ويجب فيه النصح والمراجعة، إلا أنه ليس شيئا غير مفهوم تماما، ولا هو خارج عن الطباع البشرية بالكلية
والمقصود أن على الناظر في أحوال المتنسبين للعلم أن يتقبل وجود بعض الضعف والنقص، ويستفيد ممن استقامت أحواله في الجملة وغلب عليه السداد في ذلك، مع الحذر من زلته إن زل، وترك التعصب له، وأيضا ترك التسرع في الحكم والانفعال الزائد والنظرة الحدية في كل شيء، وهذا يتأكد في زمان كزماننا بتعقيدات واقعه وشدة الفتن فيه، ويتأكد في من له سابقة فضل في العلم والعمل
نسأل الله العافية والبصيرة وحسن القول والعمل.. والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد
#رسائل_الوعي
#رسائل_البلاء
#رسائل_الصبر
أحدث التعليقات