فطرة الذكورة والأنوثة والآفات الدخيلة
واقع الغرب المعاصر يظهر فيه جليا أن الانحراف عن الفطرة في الذكورة والأنوثة ابتدأ بانحراف الإناث عن فطرة الحياء والعفة والحجاب عن الرجل، فتبرجن وزاحمن واسترجلن، ثم مع انتشار مركزية الأنثى استأنث بعض الرجال، ثم انتقلت الحرب على الفطرة إلى تضييع معاني الجنس من أصله فانتشرت سيولة الجنس والشذوذ.. وهكذا ظلمات بعضها فوق بعض
المؤلم لي شخصيا في الأمر أن أرى من ينتسبون للإسلام يسلكون نفس الطريق وأحيانا بحرق المراحل، فمع التبرج تختفي الأنوثة مباشرة، وترى مسوخا لا هي بأشكال الرجال ولا هي بأخلاق النساء، إلا عند من فقد التمييز أصلا وصار كمن فقد الذوق واستوى عنده طيب الطعام والرديء
وفي المقابل ترى شبابا يتأنثون، فلا ترى فيهم مظاهر الرجولة وقوتها، وربما ظهر عليهم التكسر، أو لبس الحلي، فضلا عن غياب خلق المسؤولية والقيام على النساء وأهل البيت، والشهامة التي يترفع بها عن هتك الأعراض والتعرض لها بسوء
والأكثر إيلاما هو أننا لا زلنا في الطريق والمؤثرات مستمرة..
ومع ذلك، فبضدها تتبين الأشياء، وكم يشرح صدري مظاهر بقاء هذه الفطرة المتجذرة التي خلق الله الإنسان عليها، في كثير من الرجال والنساء، والشباب والفتيات، مع استنكار واشمئزاز كثير من المجتمع لهذا الإسفاف الذي يمارسه المنحرفون
وليس أمامنا في معركة الفطرة إلا البقاء، فالشياطين لها جولات، لكن الأصل لا يزول، وستعود من الجذور الأغصان وإن طال الزمان..
فاسقوا بذوركم، وصونوا تربيتكم، واثبتوا، فما الفطرة الأصيلة كالآفات الدخيلة
أحدث التعليقات