سؤال : هل اجتهادات الفقهاء تعدّ من التشريع وينسب ما فيها إليه ويلمس منه جمال الشريعة؟
السؤال :
هل اجتهادات الفقهاء تعدّ من التشريع وينسب ما فيها إليه ويلمس منه جمال الشريعة؟
الجواب :
هذا سؤال وجيه؛ لأنّ إنتاج الفقهاء مُذهل وعجيب، فمن أين أتى هذا وكيف؟ ومن جهة أخرى هو عمل بشري، فكيف ننسبه للشريعة؟
والجواب: عمل الفقهاء البشري استند للشريعة واستنبط منها، ولكن لأجل شقّه البشري تنوّع نتاجه بين أمور استنباطها صحيح قطعاً، فتنسب للشرع، وأمور تقرب من الأخطاء التي لا يصح نسبتها له مثل الشذوذات وما يخالف النصوص من الأخطاء، وأمور تحتمل الاجتهاد وتُعدّ من مساحة الظنّ في نسبتها للشرع، فهي في قربها من الشرع من كمالاته، لكن لا تنسب إليه بالقطع ويحترز فيها بالعبارات المناسبة عند الإشارة لانتسابها للشرع.
ويبقى المهم في سياق حديثنا، أنّ ما في نتاج الفقهاء من مضامين الجمال والكمال له نسبة للتشريع في الجملة، فهم أخذوه من قواعده واستفادوا فيه من خصائصه، ولولا ذلك لما جاء بهذا الاتساع والعمق والشمول الموضوعي والزماني والمكاني، ومَن ينظر في عمل الفقهاء نظراً تخصّصياً تفصيلياً مع علمه بطرائق الاستدلال والاستنباط، لا يشكّ أنّ الفقهاء لم يُضيفوا خصائص للتشريع، ولا ميزات جديدة لمحاسنه، وإنما استفادوا من المحاسن النصيّة وحاولوا أن ينسجوا على منوال الشرع فيها، وأنّ الشريعة أظلّت ذلك العمل بظلالها وأفاضت عليه من أنوارها..
من مسودة كتاب جماليات منسية
أحدث التعليقات